ظل شجرة نخيل: طباعة معاصرة بمنظور حيفاوي

ظل شجرة نخيل: طباعة معاصرة بمنظور حيفاوي

مائة عام لبيت هيرمان شتروك

كيف كان شكل حيفا قبل مائة عام؟ ما هي التغييرات التي طرأت على الطباعة منذ ذلك الحين؟

يدعو معرض "ظل شجرة نخيل" المشاهدين إلى النظر إلى نقطتين زمنيتين: مشهد حيفا الذي وثقه الفنان هيرمان شتروك قبل مائة عام، إلى جانب حيفا المعاصرة - كما يظهر في أعمال الفنانين/ات اللاتي دُعين إلى تقديم إجابات لهذه الأسئلة في أعمال طباعة   معاصرة.

 كان هيرمان شتروك فنانًا للصور الذاتية والمناظر الطبيعية. تتضمن مجموعة المتحف العديد من أعماله التي توثق حيفا قبل مائة عام، مع نظرة ثابتة نحو الخارج - نحو الشمال. تم اختيار عدد من الأعمال لهذا المعرض التي تعرض وجهة نظره الفريدة للطبيعة من حيفا. في عدد كبير منها، تبرز خصائص اختزال التفاصيل وفراغ المناظر الطبيعية، ومن المستحيل معرفة ما إذا كانت الأمور تبدو بهذه الطريقة حقًا أم أن شتروك اختارها بعناية وتعمد. أيضًا، يبرز مخطط خليج حيفا حتى راس الناقورة، ويمكن أيضًا رؤية الخط الساحلي مع عدد قليل من المباني وأشجار النخيل بشكل أساسي. تضفي أشجار النخيل، التي تظهر بشكل متكرر في مطبوعات شتروك، على الأعمال الدقيقة طابعًا غريبًا. وتتجلى فيها تأمل الغريب الأوروبي على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط، على خط المياه والسماء التي تميزه.

تمت دعوة الفنانين نيفي الروئي، عينات أمير، طاليا بن أبو، مور ريمر وأيالا نيتسر، بالإضافة إلى الفنان فريد أبو شقرا، لإلقاء نظرة على أعمال شتروك المطبوعة التي تتناول المناظر الطبيعية في حيفا وإنشاء أعمال جديدة تتناول الطبيعة المعاصرة في حيفا.   ترتكز وجهات النظر الفنية لهؤلاء المبدعين على فراغ المناظر الطبيعية عند شتروك، والتشبث بأوصاف أشجار النخيل وخلق منظور جديد يسد فجوة السنين. تقدم الأعمال الموجودة في المعرض تفسيرات معاصرة مختلفة للمناظر الطبيعية في حيفا وتعتمد على تقنيات العمل المعاصرة التي تتحدى تقنيات الطباعة المختلفة.

تُظهر الأعمال اتجاهات مختلفة ورائعة للإشارة إلى مشهد حيفا: "نظافة" الفضاء المعاصر والتطلع إلى استعادته من الفراغ المفقود؛ إنشاء طبعة تعتمد على استخدام الشريط اللاصق لوصف منظر الميناء وحي الهدار؛ إنشاء ورق جدران مع الرسوم التوضيحية الرقمية؛ وصف للنباتات التي تنمو حول المتحف؛ تمزيق وإعادة تجميع مطبوعات شتروك؛ وإطلالة مختلفة على المناظر الطبيعية، من البحر إلى الجبل. بهذه الطرق، تقدم الأعمال الموجودة في المعرض تعبيرات متنوعة عن الانشغال بالبعد الزمني، التغيرات التي حدثت وإمكانية النظر إلى ما كان وما هو اليوم في نفس الوقت.